0

في كلّ قطرة من المطرْ
حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة
ويهطل المطرْ
..........................................
بدر شاكر السياب

الأحد، 26 ديسمبر 2010

إعلام بوس الواوا


لئن مثلت صحف مثل "الوزير" و "اللواء التونسي" و "الصوت التونسي" و غيرها من الصحف التونسية علامة بارزة في الكفاح التونسي ضد المستعمر  و كانت نجمة مضيئة في سماء تونس و لسان يحسب له ألف حساب و سلطة رابعة بحق فقد ابتلينا اليوم ب"سخطة رابعة" وصحافة  باتت دليلا على تخلفنا مع استثناء بعض الأصوات 
إعلام يطبل و يبندر و يمزود حينا
و لايرى و لا يسمع ولا يتكلم أحيانا أخرى
جرائد صفراء تنشر المقالات الإشهارية للعرافين
جرائد حظك اليوم
تلفزيونات بوس الواو
وغيرها من السخافات التي أصبحت و اقعا مفروضا نعيشه
وهاهي اليوم قامت جميعها بصغيرها و عظيمها في وجه "محمد الجندوبي" المشهور ب"بسيكو م"
بكل وسائلها المرئية والمكتوبة والمسموعة 
تنتقد أغنيته الحدث التي أقضت مضاجع من أرادوا خنقها و تمنوا أنها لم تخرج من الظلام إلى النور
كلهم ثاروا
في وجه اغنية أربكت الساحة الفنية المثقفة التي هتف بعض أفرادها لبيبي ناتنياهو ذات مساء في إسرائيل
تلك العائلة المثقفة النائمة التي إن أفاقت فبعمل
يسيئ للدين أو يخدش الحياء
كل إعلام تونس المسكينة ثار ضد أغنية
طبعا هذا مفهوم
فقد استوفى إعلامنا الهادف التطرق الى كل المواضيع ذات الأهمية
كالبطالة و الرشوة و المحسوبية و الفقر و العنف و الطلاق و الأمهات العازبات و و و
كل هذه المواضيع تم حلها
لم يبق سوى محمد الجندوبي
لم يبق سوى محمد الجندوبي ليخرج علينا جهبذ من جهابذة البلاد و عالم من علماءها وكبير أباطرة الإعلام في البلاد كارل ماركس تونس "

خميس الخياطي

" بمقال يهاجم فيه الراببور" بسيكو ام "ويحدثنا بتجربته العظيمة و علمه الدافق ورؤيته العميقة   عن هذا الشاب ذو الأربع و العشرون ربيعا العديم التجربة و الخبرة  الغير آبه بالقوانين التي لا يعرفها إلا عالمنا المفدى   متناسيا أن الشابي نحت سيرة خالدة في مثل هذا العمر و  نوبل و اينشتاين و أديسون محمد الفاتح و غيرهم من العظماء كانوا في مثل هذا العمر وأن العطاء لا يقاس بالعمر إلا في البلدان المتخلفة
ثم أنبرى وحيد قرنه 

خميس الخياطي

 يحدثنا عن المغالطات التاريخية التي أوردها محمد الجندوبي وينفي المؤمرات التي حيكت ضد العرب في أوائل القرن الماضي التي أصبح يدركها الأحمق الجاهل فضلا عن مطلع عما كشفته الوزارات الخارجية في الغرب و ماكتبه الساسة السابقون في مذكراتهم وما نــفض من غبار عن وثائق أصبحت معروفة لدى كل هاو فضلا عن باحث
واستهجن فيلسوفنا المفدى  استعمال الجندوبي  لصور متفاعلة  إيجابيا مع الاغنية و يا ليتنا لمسنا بعض هذا الاستهجان في  استعمال الجنس في السينما التونسية المتخلفة ويا ليتنا رأينا نفس الاستهجان للتفاعل الايجابي بين الإسرائيليين وأشباه الفنانين
ثم استنكر فريد زمانه  نقد الجندوبي لشخصيات تاريخية و زعماء و قادة سابقين و كأنهم ملائكة منزلين لا يجب المساس بهم
و الحال يختلف إذا  استنكرنا على ألفة يوسف حيرتها لما انتقدت الصحابة و العلماء مثلها مثل  منجية السوايحي و يوسف الصديق  و  غيرهم من أذناب فرنسا ومما  يعتبرون من مثقفي تونس إذاً  لثار صاحبنا المفكر و لذكرنا بحقهم في التعبير عن الرأي الذي لا يخضع لقانون و لذكرنا بالتنوع الفكري الذي يثري

والحقيقة لم نعد نفهم ماهية هذه الحرية التونسية الصنع التي تمنح لفكر  دون آخر 
ولجماعة دون أخرى فإن كان فكرا بوزيديا يهوى فتق البكارة ويعشق المثلية الجنسية  فاهلا به ومرحبا من فكر نير مستقيم فكر حداثي مستورد يجب نصره ونشره 
  وإن كان فكرا يدعو للتمسك بأصالتنا وبعروبتنا وبإسلامنا فهو فكر ظلامي سرمدي متعصب إرهابي رجعي خوانجي هدام  يجب أن يحاكم وأن يهدد وأن يغتال في مهده
و لم يكتفي الشيخ الجليل بما سبق فقد إتهم الجندوبي بتهم التعدى على حرمة  الوطن برفضه الاعتراف بالعلم الوطني وربط الخيانة بالعرب واستهزائه بالنشيد الوطني ليوهم القارئ أن المسألة ليست حرية تعبير غير أن الطفل الصغير إذا إستمع الى أغنية الجندوبي يدرك غيرة الجندوبي  على  بلده  وعلى شعبه والدليل تفاعل كل الناس مع الاغنية طبعا باستثناء من تزعجهم كلمة أمة إسلامية وعفة  و دين وعقيدة
أخيرا لكل من  اعتاد رأيا وحيدا  وأقلق سباته رأي يخالف لرأيه
   نقول له  عفوا  زمانك ولى بلا رجعة