0

في كلّ قطرة من المطرْ
حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة
ويهطل المطرْ
..........................................
بدر شاكر السياب

الاثنين، 23 مايو 2011

وعود و إخلال بالوعود


كيف يمكن الوثوق بالمستقبل  إذا كان الماضي يعيد نفسه وعود و إخلال بالوعود
 يريدون تـاجيل الإنتخابات ذلك ما قالوا وأكدوا إستحالة إجراءها في تاريخها المحدد
رغم أن ذلك كان أوكد مهام هذه الحكومة الوقتية  و أهم ما وعدت به
خرج علينا السيد الباجي و قال  "لا مجال لرئاسة مدى الحياة" آه عفوا أقصد "لا مجال لتأجيل الإنتخابات" فصدقناه رغم شكوكنا وظنونا
صدقناه مكرهين عسى أن تنتهي هذه الأيام العصيبة
عسى  أن يمر هذا الظرف العصيب   بسلام
عسى أن تستعيد تونسنا ابتسامتها
ولكن
قبل يومين من دعوة الأحزاب للإنتخاب
 خرجت علينا الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات و المنتخبة من الهية العليا  تحقيق أهداف الثورة و الإصلاح السياسي لتؤكد ظنونا كنا قد كذّبناها و تقر باستحالة إجراء الإنتخابات في موعدها
إذن كيف نثق بهم و كيف نضمن الوفاء بوعودهم  وكيف يستمرون
كيف نثق بحكومة هي أساسا ليست محل توافق بين كل التونسيين لم تفي بوعد أكدت عليه و راهنت عليه منذ تنصيبها سؤال   أجابته معروفة
اتركونا نعمل هذا كان الشعار
لم نفي بوعودنا هذه كانت النتيجة
في الأخير أكدت الوكالة الوطنية للمخربين أنه في صورة وجود اي تحرك مناهض لهذه الحكومة و معارض لها و رافض لتأجيل الإنتخابات فإن الوكالة تتعهد بإرسال أعداد كافية لتحطيم وإحراق و إتلاف

الأحد، 22 مايو 2011

الرفاق... الديمقراطيون


حركة الوطنيون الديمقراطيون أو بما يعرف بالوطد 
هو حزب يساري اشتراكي انطلق من الوسط الطلابي بمبادرة من مجموعة من الطلاب في النصف الثاني من السبعينات تميز نشاطها بالتركيزعلى البعد الفكري و الاكتفاء بالعمل السري وخوض العمل الجمعياتي والتركيز على ربط الصلة بالجماهير من خلال النقابات والحركة الطلابية
هؤلا ء الوطنيون أو كما يحلو لهم أن يسموا أنفسهم بالرفاق على الطريقة السوفياتية هم وطنيون فعلا ساهموا مساهمة فعالة في تفعيل النقابات و كان لهم دور طلابي هام  ساهم ككل أحزاب الممانعة في ثورة تونس  على المدى البعيد (انتفاضة الحوض المنجمي، الإضرابات القطاعية والجهوية التي أنجزتها النقابات أو المساهمة في النضالات الوطنية والقومية..).  تحصلوا على تأشيرة لحزبهم في مارس الفارط ليصبح حزبا مرخصا له 
ما يعاب عليهم هو تبنيهم للقومية والوحدة العربية هذه الوحدة التي أثبت التاريخ و التجربة عدم جدواها وضعفها 
 كذلك  اعتمادهم على مبادئ شيوعية بائدة انهار عليها جدار برلين فلفظت أنفاسها تحته 
لا يعقل بعد سقوط الإتحاد السوفياتي بعشرون عاما التحدث عن وجوب ملكية الدولة لكل المؤسسات الإقتصادية و المالية و إشرافها على كل القطاعات الحيوية و الإستراتجية 
لو نجح هذا الخيار لنجح في الإتحاد السوفياتي ولكنه فشل فشلا ذريعا 
كيف يمكن لتونس الدولة النامية الخارجة من أزمة الضعيفة أن تلغي الإتفاقيات و المعاهدات الدولية هذه نقطة استفهام كبرى 
كذلك و ككل حزب يساري تقدمي  إتخذ الوطد من الإسلاميين عدوا جديا ينافسهم فحاربوه  بأي وسيلة كانت مشروعة أو ممنوعة
عسى أن يفقد ذلك الإسلاميين مشرعيتهم أو يقلل من شعبيتهم 
فمثلا محاولة ربط النهضة بالقاعدة أو بالأخوان المسلمون في السودان أو حتى بالتجمعيين  التي  حسب قول شكري بالعيد الناطق الرسمي للوطد تربطهم بهم المصالح   
إضافة إلى الإشاعات المغرضة و التشكيك في النوايا و مهاجمتها في كل بيان أو حوار و كلما سنحت الفرصة  تعكس أساليب الأوطاد و نظرتهم الديمقراطية لمن يخالفهم 
كما أن موقفهم من الإنتخابات المزمع اجرائها في 24 جويلية و دعوتهم إلى تأجيلها يطرح أكثر من تساؤل

السبت، 21 مايو 2011

فزاعة تنظيم القاعدة.


أعلنت الوكالة الوطنية للإفساد و الإعتداء على ممتلكات الغير أن المخربين و المفسدين الذي اعتدوا على الممتلكات العمومية و الخاصة قد انشقت الأرض و بلعتهم وأن  خروجهم التالي سيكون مقترنا مع أول تهديد جدي للحكومة كخروج مظاهرات مناهضة لها أو إعتصامات  تنادي باسقاطها و إلى حين ذلك فالوكالة تتعهد بتأمين الشعب التونسي

فجأة اختفى كل ذلك الانفلات الأمني الذي لوحظ في كل أرجاء البلاد ولم نعد نسمع بتاتا عن العصابات المأجورة و المخربين و المفسدين الذين خربوا و أحرقوا و أضروا بالناس و بممتلكاتهم  اختفوا بعد أن ادرك الجميع  أن التونسيين  معارضيهم و مؤيديهم كانوا كلهم ضد التخريب و العنف
ولكن اختفائهم تزامن مع ظهور فزاعة جديدة جدية تجدها في جيب كل دكتاتور يخرجها مع كل تهديد لعرشه : تنظيم القاعدة.
تنظيم القاعدة هو من يتظاهر في سوريا  قال بشار النعجة
هو نفسه من يخوف منه علي عبدالله صالح في اليمن
و هو الذي يحارب القذافي في ليبيا
 و هو  نفسه الذي فجرمقهى  في المغرب
 و هو اليوم يصول و يجول في تونس

وما  أشبه أحداث الأمس باليوم في تونس عندما استعمل بن علي في أول أيام حكمه نفس البالونة  نفخ فيها لبخوف الناس و يرعبهم و يبرر قمعه و ارهابه الذي مورس على الشعب التونسي طيلة هذه السنوات .... التاريخ لا يرحم
كذلك التاريخ يعيد نفسه فهاهي نفس البالونة ينفخون  فيها هذه الأيام  ليبثوا الخوف و الذعر في الناس ليبقى شبح القاعدة جاثم على النفوس كاتم لأنفاسه لماذا ؟
كي ننسى محاسبة المسؤوليين عن القتل
كي نسكت عن التجمعيين الذين لا يزالون الى حد كتابة هذه الأسطر ينعمون بالحصانة و المال العام و المراكز الحساسة في كل مجال
كي لا نطالب و نسكت فيما هم يعملون ليلا نهارا كي يقللوا خسائرهم و يعوضوا مجدهم المهدور
 لكن نسي هؤلاء أن اساليب الأمس لا تنفع اليوم و أن فزاعتهم الغبية لم تعد نتطلي على أحد
و أن السد الذي حماهم لسنوات قد انهار وأن حجارته المتناثرة لا تكفي لتقف ضد تيار التغيير 

الأربعاء، 4 مايو 2011

تونس لكل التونسيين



هل تعلم أن مجلة الأحوال الشخصية هي اجتهاد إسلامي قام به الزيتونيون في تونس الذي يمثل الإسلام فيها الدين الرسمي و رغم ذلك فهذه المجلة لا تطبق على غير المسلمين كاليهود مثلا لأنها تخالف تعاليم دينهم
و هل تعلم أن اليهود لم يجبروا يوما على اتباع هذه المجلة رغم كونها قانونا يلتزم به كل التونسيون
إذن هل تدرك إن اسلام الدولة لا يعني بالضرورة قمع حرية الأديان اللأخرى و منع ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين
و هل اقتنعت الآن أن شعار تونس لكل التونسيين هو حق أريد به باطل لأن تونس المسلمة هي فعلا لكل التونسيين مسلمين كانوا أو غير ذلك