0

في كلّ قطرة من المطرْ
حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة
ويهطل المطرْ
..........................................
بدر شاكر السياب

الجمعة، 16 نوفمبر 2012

كرامة الجوع و جوع الكرامة



عندما يموت تونسي جراء إضراب للجوع فمعناه أنه بلغ درجة من اليأس و الشعور بالظلم و القهر و المذلة و عدم الاكتراث  به والاحتقار لحاله  فقد معه كل أمل و كل قدرة و كل استجابة
عندما يموت واحد في تونس جراء إضراب جوع ولا يسمع به أحد إلا بعد موته فيما تضرب على غيره الطبول  و تبكي عليه البواكي و تعقد له المؤتمرات  فمعناه أن تونس لم تحصل فيها ثورة بعد
و ان الذي خرج ذات مساء لما هرب الديكتاتور وصاح بأعلى صوته بن علي هرب عليه أن يسحب كلماته فبن على باق ما بقيت نفس ممارساته
عندما يموت أحد التوانسة بعد

 إضراب جوع لمدة خمسون يوما في بلاد رئيسها استمد شعبيته من دفاعه عن حقوق الإنسان فالأحرى بهذا الرئيس أن يستقيل إن كان على مبادئه
عندما يموت أحد التوانسة جراء إضراب جوع وتونس تحكمها حكومة اسلامية تحبس بأوامر من الخارج دون إدانة و دون دليل  من خرجوا غاضبين للرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم لتصبح
 أحداث السفارة التهمة الجاهزة لدى أجهزتها الأمنية و العدلية ...فعليها أن تتخلى عن صفتها الإسلامية فمن العيب جدا ان تتصف بما ليس فيها 


بلادي تعج بالإسلاميين و الحقوقيين و المناضلين و الناشطين و المحترمين جدا كلهم يتحركون و يتكلمون تغمرهم الأضواء
بلادي مات فيها تونسي لم يكمل بعدثلاث عشرون ربيعا  من عمره رويدا رويدا تاركا ورائه رضيعا و أرملة في زنزانة بعيدة رطبة في العتمة .


 بين الظلمة والضوء لايكمننا بعد الحديث عن الكرامة مادام هناك من يموت جوعا وقهرا وظلما 
=====================
تفاصيل الحدث