0

في كلّ قطرة من المطرْ
حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة
ويهطل المطرْ
..........................................
بدر شاكر السياب

الأحد، 27 نوفمبر 2011

بالخط العريض


جملة استــُعملت فيها الألوان البراقة و ختمت بعلامتي استفهام وتعجب بخط أكبر من الجملة نفسها
و هذا الوصف كاف لتعرف الجريدة الصفراء و لن تتعجب ان قلت أنها الصريح
عنوان المقال  :     يحدث داخل كتاتيب و مدارس قرآنية مناهج متطرفة تدرس عذاب القبر واهوال جهنم
لتجد تحتها جملا وضعت لغيرالمولعين بالقرآءة:
----شيخ امر تلميذه بعصيان والدته لآنها لا ترتدي الحجاب
----أطفال في عمر الزهور ينامون و يستيقظون  على قصص رجم الزانيات و قطع يد السارق
وأما إذا إرتأيت أن تقرأ المقال - و  عذرا لفن الصحافة إذا  أطلقت على هذا الشئ مقالا  -  فإنك ستقرأ العجب العجاب ستقرأ كان يامكان في تونس حيث نعيش كل يوم في هذا القرن الحادي و العشرين عن
طفل ذو خمس سنوات يتضور جوعا لمدة يومبن لم تستقبل خلالها معدته كسرة خبز يقاطع أمه الحنون لمدة ستة ايام بلياليها الطوال  لأن البعبع الإمام المؤدب المتطرف السلفي الظلامي الذي صوت
قطعا للنهضة سليل بني أمية  المخيف ذو الحية الكثيفة امره بمقاطتها لآنها سافرة لا بل وحرضه على مقاطعة أخواته الصغيرات إن خرجن سافرات أو ملن إلى الإختلاط بالأولاد
قصة طريفة و مضحكة من نوع صدق أو لاتصدق
اسم الضحية محمد امين هذه المعلومة الوحيدة الموجودة و التي ذكرها صاحب هذه الأسطورة
اسم المؤدب
مكان المدرسة القرآنية
اسم الأب
صورته
صورة الطفل
مكان الأسطورة
كل هذه العناصر اللازمة لصحفي يحترم نفسه قبل أن يحترم  قرّاءه لسرد واقعة بهذه الخطورة تبدو لوليد الماجري صاحب هذه الطرفة غير مهمة و غير ضرورية
كان على هذا الفاشل بدلا من اختلاق القصص الغبية عن الكتاتيب  أن يكتب عن أطفال المدارس التي تنتقل إلى المعاهدالإعدادية وهي لا تكاد تفقه تكتب بعد أن كانت الشهادة الإبتداءية تخوّل
لأصحابها التدريس
كان عليه ان يكتب عن استفحال الدروس الخصوصية في المدارس
عن اسفتحال ظاهرة التدخين لدى الأطفال
عن استفحال ظاهرة العنف المدرسي
عن النقل المدرسي
عن المناهج التربوية الخاوية المسقطة من الخارج و التي جعلت من أطفالنا فئران تجارب لهم
و لكن صاحبنا لا يهمه من هذا شئ بقدر ما يرعبه انتشار الكتاتيب القرآنية و يقض مضجعه من يشب على حفظ القرآن  و تعلم الدين
و لا يحسبن احد ان صاحبنا فريد في مهاجمته للكتاتيب و اختلاقه القصص الأسطورية فقد سبقته منال حولاء بحري بيوم بقصص رنانة أخرى في جريدة 'حقائق '  -التي إن عرفت أن مدير تحريرها  هو لطفي
العماري لن تتعجب  كثيرا - تحدثت فيها طبعا بنفس الأسلوب  ونفس الحرفية المفقودة و التفاهة الجمة  و الأسئلة الإستنكارية المخيفة عن مؤدبات تـُطردن وأطفال يــُحثون على عصيان أمهاتهم الغير
محجببات وتحدثت باسهاب حاقد و سفج ظاهر عن كتاتيب خاصة على الطريقة الباكستانية الطالبانية المتطرفة
إذن هي حملة ممنهجة حاقدة تستهدف الكتاتيب القرآنية لتخويف الناس منها و الحد منها  لأن في انتشارها  تهديد مخيف لشعبيتهم هذا إن كان لهم شعبية وهم أصاحب صفر فاصل في انتخابات
عرتهم أمام حقيقتهم و قدرهم ولولا القانون الإنتخابي الذي حسبوا أنهم وضعوه على مقاسهم لما حصلوا  حتى على نسبة الفاصل أصلا
لم يعتبر هؤلاء من أخطاء الماضي البعيدة و القريبة و لن يعتبروا
بل زادت  أمراضهم استفحالا
وبعد ان كدنا ننسى مياه الفرق الغزيرة التي حدثونا عنها  في كتابتهم التافهة وأحداث براكاجات بنات المعمل و قصة قطع يد السارق  الشهيرة في جرزونة و رجم الزاني في التضامن إلى غير ذلك من
قصص عجيبة وأخرى مضحكة تـُرفق أحيانا باعتذار وقح و تترك أحيانا خجولة من صاحبها وكذبه  معراة امام حقيقة تكشفها و تورطها و تدهسها بأقدامها دهسا
لم يفهم هؤلاء رغم هزائهم المتعددة أن الزمان لم يعد الزمان و أن عهد الضحك على الذقون ولى بلى رجعة