في البداية لابد من التأكيد تأكيدا لا يرقى إليه شك أن الحبيب بورقيبة هو حياة عامرة من النضال ضد الإستعمار جاب خلالها البلاد بالطول و العرض خطيبا و داعيا ، مجتمعا و كاتبا ، زعيما وقائدا ، مسجونا ومنفيا
لايمكن أن ننفي شخصية تونسية فذة ذات حنكة سياسية و نظرة استشرافية و ثقافة عظيمة و مقدرة مذهلة على التواصل مع الناس
بورقيبة زعيم أثــّر في تاريخ تونس المعاصر ومن ينكر ذلك عليه بمراجعة سيرة بورقيبة فهو لا يعرفه
ولكن مع الإعتراف بخصال القائد أو المجاهد الأكبر كما يسميه محبوه علينا أيضا أن نجزم أنه من العيب و من الضيم أن نختصر حركة وطنية بدأت من 1907 ( أربع سنوات بعد ولادة بورقيبة) انتهت باستقلال تونس في رجل واحد
ومن السخف أن نقول بورقيبة جابلنا الإستقلال
الإستقلال جابوه المقاومون في الجبال
جابوه المنفيون والمسجونون و الذين وقع إعدامهم
و المجاهدون بأموالهم و أنفسهم
الإستقلال جابوه النقابيون و العمال
جابوه المناضلون بالكلمة
عيب أن نقول **لولا بورقيبة لظللنا تحت وطأة الإستعمار ** هذا كلام يهين الشهداء و الوطنيين الذي دفعوا كل ما لديهم لأجل تونس
و مع تأكيدنا على قيمة الزعيم الذي كان يعمل دون هوادة لبناء تونس الدولة الفتية الرجل الذي ينام ثلاث ساعات يوميا لابد أيضا أن نقر أنه كان لا يرضى أن يكون له مخالفون
بورقيبة كان رجل أمة و رجل دولة و لكنه كان ديكتاتورا يقدس نفسه و يتعالى بها على الآخر تماما كما يفعل القذافي و يعتبر تونس متاعو كما كما يعتبر القذافي ليبيا الآن
بورقيبة كان له الفضل في في تعصير التعليم و تحديثه و رفع الجهل عن التوانسة و رفع الظلم عن المرأة التونسية و أجلى المعمرين والجنود الفرنسيس عن تونس و لكن كانت له أخطاء فادحة كإلغاءه للتعليم الزيتوني الذي كان منارة تونس في العالم و اختياره للإشتراكية في وقت ترزح فيه تونس تحت عتبة الفقر وفي ظرفية تميزت بقلة الإطارات و تفشي الأمية و شبه انعدام رؤوس الأموال
بورقيبة كان ديكتاتورا رفض كل محاولات التعددية السياسية و تحت مسمى **الوحدة القومية ** ركز نظاما شموليا لحكم فردي أحادي و لا ننسى أن نذكــّر بكلمته الشهيرة **حتى لا نتردى في الهاوية ** في إشارة لمعارضته الشديدة للتعددية الحزبية باختصار بورقيبة كان مناضلا أصبح فيما بعد دكتاتورا حكم البلاد بأحادية مطلقة حتى طعن في السن و انقلب عليه الزعبع
تاريخنا معروف و الرجل بإيجابياته و سلبياته هو الآن بين يد الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق