0

في كلّ قطرة من المطرْ
حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة
ويهطل المطرْ
..........................................
بدر شاكر السياب

الأحد، 22 مايو 2011

الرفاق... الديمقراطيون


حركة الوطنيون الديمقراطيون أو بما يعرف بالوطد 
هو حزب يساري اشتراكي انطلق من الوسط الطلابي بمبادرة من مجموعة من الطلاب في النصف الثاني من السبعينات تميز نشاطها بالتركيزعلى البعد الفكري و الاكتفاء بالعمل السري وخوض العمل الجمعياتي والتركيز على ربط الصلة بالجماهير من خلال النقابات والحركة الطلابية
هؤلا ء الوطنيون أو كما يحلو لهم أن يسموا أنفسهم بالرفاق على الطريقة السوفياتية هم وطنيون فعلا ساهموا مساهمة فعالة في تفعيل النقابات و كان لهم دور طلابي هام  ساهم ككل أحزاب الممانعة في ثورة تونس  على المدى البعيد (انتفاضة الحوض المنجمي، الإضرابات القطاعية والجهوية التي أنجزتها النقابات أو المساهمة في النضالات الوطنية والقومية..).  تحصلوا على تأشيرة لحزبهم في مارس الفارط ليصبح حزبا مرخصا له 
ما يعاب عليهم هو تبنيهم للقومية والوحدة العربية هذه الوحدة التي أثبت التاريخ و التجربة عدم جدواها وضعفها 
 كذلك  اعتمادهم على مبادئ شيوعية بائدة انهار عليها جدار برلين فلفظت أنفاسها تحته 
لا يعقل بعد سقوط الإتحاد السوفياتي بعشرون عاما التحدث عن وجوب ملكية الدولة لكل المؤسسات الإقتصادية و المالية و إشرافها على كل القطاعات الحيوية و الإستراتجية 
لو نجح هذا الخيار لنجح في الإتحاد السوفياتي ولكنه فشل فشلا ذريعا 
كيف يمكن لتونس الدولة النامية الخارجة من أزمة الضعيفة أن تلغي الإتفاقيات و المعاهدات الدولية هذه نقطة استفهام كبرى 
كذلك و ككل حزب يساري تقدمي  إتخذ الوطد من الإسلاميين عدوا جديا ينافسهم فحاربوه  بأي وسيلة كانت مشروعة أو ممنوعة
عسى أن يفقد ذلك الإسلاميين مشرعيتهم أو يقلل من شعبيتهم 
فمثلا محاولة ربط النهضة بالقاعدة أو بالأخوان المسلمون في السودان أو حتى بالتجمعيين  التي  حسب قول شكري بالعيد الناطق الرسمي للوطد تربطهم بهم المصالح   
إضافة إلى الإشاعات المغرضة و التشكيك في النوايا و مهاجمتها في كل بيان أو حوار و كلما سنحت الفرصة  تعكس أساليب الأوطاد و نظرتهم الديمقراطية لمن يخالفهم 
كما أن موقفهم من الإنتخابات المزمع اجرائها في 24 جويلية و دعوتهم إلى تأجيلها يطرح أكثر من تساؤل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق