0

في كلّ قطرة من المطرْ
حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة
ويهطل المطرْ
..........................................
بدر شاكر السياب

السبت، 25 أغسطس 2012

سامي الفهري هل يدفع ثمن نجاح برامجه

أثارت مسألة إيقاف سامي الفهري يوم السبت 25/08/2012 الكثير من اللغط والجدل في الرأي العام التونسي
الكثير من المهاترات و التجاذبات و الإتهامات  على موجات الإذاعات و الفضائيات و على صفحات الفايس بوك وعلى مواقع الأخبار الأكترونية 
 بين متهم و مؤيد
 بين معارض يبكي على حرية الإعلام المخنوقة
 وخائف من عودة الديكتاتورية 
بين مستبشر ببوادر نجاح عملية اكبس التي أطلقها مؤيدو الحكومة الغير راضين عن آداءها 
ومنتشي بانجاز يراه عظيما 
وبين غاضب مما يراه عقابا صارما لسامي الفهري على خلفية انتقاده اللاذع للساسة الذين يحكمون  

لا شك أن احترافية سامي الفهري و طريقة عمله المغايرة للآخرين التي ترتقي في الكثير من الأحيان إلى الجيد جدا رغم بعض المؤاخذات هي التي تثير الإعجاب والتعاطف مع الرجل
مادته الثرية و المتنوعة جعلت منه عاملا مؤثرا رغم الضغوطات التي مرت بها مؤسسته
و لكن هل يجعله هذا فوق القانون؟
القانون فوق الجميع
نعم فليحاسب سامي الفهري على أعماله قضائيا ان اقترف جرما و ليس علينا أن نعامله كبطل ثوري و ضحية رأي سجن لأنه انتقد الحكومة وضغط عليها و تجاوز أحيانا القواعد في النقد
لنترك القانون يأخذ مجراه
ولكن أليس الأولى أن يأخذ القانون مجراه في من هم أكبر من سامي الفهري و أخطر
أليس الأولى أن يأخذ القانون مجراه في رجال الأعمال الفاسدين الذين استغلوا علاقاتهم ببن علي و الطرابلسية
أليس الأولى فتح ملف القناصة ومن بث الرعب و الفوضى و فتح السجون و من استعمل قناته لإرهاب الناس و من استعمل جرائده لهتك أعراض المعارضين ومن استعمل قناته لبث الفتنة
أليس الأولى فتح ملف القضاة الفاسدين الذين باعوا ممتلكاتهم المكتسبة من الرشوة هربا من الحساب
أليس الأولى فتح ملفات الفاسدين في الوزارات و الإدارات و الولايات و المعتمديات و السفارات
أليس الأولى أن يأخد القانون مجراه في المقاولين الذين اكلوا أموال الناس و أرزاقهم و استفادون من القوانين الغبية متاع المناولة
أليس الأولى محاكمة من كانوا يتمعشون من وكالة الإتصال الخارجي
نرجو أن يكون سامي الفهري مقدمة لشانطي كبير و أن لا يكون كبش فداء لإرضاء الغاضبين أو رسالة شديدة اللهجة لمن تسول له نفسه انتقاد حكومة أصبحت محل انتقاد من حلفاءها و انصارها قبل معارضيها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق