0

في كلّ قطرة من المطرْ
حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة
ويهطل المطرْ
..........................................
بدر شاكر السياب

الأربعاء، 2 مارس 2011

ما ينتظره التوانسة من النهضة

كل التوانسة تعرف أن أكثر طائفة عانت من الإضطهــاد  هي جمــاعة النهضة 
كم شوهوها وكم حاربوها وكم عانى أفرادها من الطرد التعسفي من أعمالهم و الحبس و التعذيب و القتل  وحتى إجتماعيا كان الإسلاميون و كما يــطلق عليهم - الخوانجــية - مهمشون الكل يتجنبهم معزولون حتى من عائلاتهم  تلك هي سياسة تجفيف المنابع  






التي قام بها بن علي و الأربعين حرامي
على كل حال  تلك أمة قد خلت و ذاك عصر قد مضى و نرجو أن يكون مضيه دون رجعة
البارحة تحصل حزب النهضة على تأشيرة ليصبح بعد طول إنتظار حزبا سياسيا معترفا به ....
النهضة حزب سياسي ماذا بعد ذلك ؟ و مالذي ينتظره التونسيون من النهضة ؟ بعد أن صححت أخطاءا قد تكون ارتكبتها أو حــْمـلت وزرها 

عمل كبير ينتظر هذه الحركة و مجهودات جبارة عليها القيام بها
 أولا لمسح الشوائب التي بقيت عالقة في أذهاننا عنها فلطالما كان هناك بعبع مخيف يسمى الخوانجية زرعه بن علي  فينا هذا الغول يجب قتله ودفنه بعيدا و ذلك لا يكون إلا بالصورة المشرقة و الكلمة الطيبة التي لمسناها والحق يقال في خطاب النهضة مؤخرا 

ثانيا على النهضة إعادة الاعتبار للدين في تونس و التصدي لمحولات التغريب و إبعاد الناس عن الإسلام باسم الحداثة
على النهضة التصدي لمحاولات الائكيين و العلمانيين التلاعب بهوية تونس و تغيير دين الدولة الرسمي من خلال إلغاء الفصل الأول هذا الفصل الذي هو خط أحمر لا يمكن المساس به  : النظام الجمهوري و اللغة  العربية والدين الإسلامي دين الغالبية العظمى للتوانسة الذي كان وإن شاء الله سيبقى الدين الرسمي لهذه الأرض  منذ أربعة عشر قرنا
على النهضة  أيضا باعتبارها حزبا إسلاميا إعادة الاعتبار لجامع الزيتونة  الجامع الذي كان منارة الإسلام و المسلمين و الذي كان منبعا للعلماء و المثقفين و المفكرين التونسيين و غير التونسيين.
على النهضة العمل على إعادة التعليم الزيتوني الذي أخرج  عبد الرحمان ابن خلدون و  سالم بوحاجب ومحمد النخلي ومحمد الطاهر بن عاشور صاحب تفسير التحرير والتنوير، ومحمد الخضر حسين شيخ جامع الأزهر ومحمد العزيز جعيط والمصلح الزعيم عبد العزيز الثعالبي وشاعر تونس أبو القاسم الشابي  وغيرهم ممن يضيق المجال لذكرهم جميعا 
على النهضة أيضا العمل من أجل إصلاح التعليم التونسي الذي تميز منذ الإستقلال و ليس منذ نظام 7  نوفمبر بتهميش الدين و تشويه صورة الإسلام     
فما يدرسه التلاميذ عن الثورة الفرنسية أكثر بكثير مما يدرسونه عن السيرة النبوية والغزوات و الفتوحات و الصحابة 
والتلاميذ لا يعرفون حمزة أسد الشهداء إلا من خلال فيلم الرسالة
بل شوه التاريخ الذي يدرّس في تونس أحداث الفتنة الكبرى وكذلك  -و كأننا شيعة- الكثير من الصحابة كمعاوية و عمرو بن العاص 

كما يجب على النهضة العمل على توفير المجالات للدعوة  الإسلامية و الإرشاد  و الوعظ و والتبليغ
لمعالجة الآفات الإجتماعية وكذلك للتصدي للفرق الهدامة و المتطرفة بالفكر و الكلمة و الإقناع 
ينتظر النهضة الكثير من العمل للفوز بثقة التونسيين و لدخول التاريخ من اوسع أبوابه  من خلال الإصلاح


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق